نظرة على ميزان القوى الجديد بين نظام الملالي والمقاومة الإيرانية
القوة التي يخافها النظام الحاكم في إيران أكثر من شن ضربة عسكرية
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
إستناداً إلى السجل الأسود للنظام الإيراني على مدار العقود الأربعة
الماضية، حسم الاستياء الدولي المتزايد من هذا النظام عن عدد من القضايا بالنسبة
لنا:
أولاً: النظام الحاكم في إيران ككل هو نظام غير شرعي، وقمعي، وديكتاتوري
وإرهابي.
ثانياً: إصلاح نظام الملالي من الداخل ما هو إلا سرابا.
ثالثاً: هذا النظام عاجز
تماماً عن الاستجابة لمطالب الشعب وكذلك لمطالب المجتمع الدولي.
رابعاً: الشعب الإيراني لا
يريد هذا النظام ويريد الإطاحة به.
خامساً: إن القوة الأصيلة والصامدة في وجه هذا النظام هي المجلس الوطني
للمقاومة الإيرانية والسيدة مريم
رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل هذا المجلس.
إن هذه الإنجازات هي نتيجة لأربعة عقود من النضال والمواجهة المستمرة
بين النظام من جانب والشعب الإيراني والمقاومة من جانب آخر وعلى الرغم من أن هيمنة
سياسة الاسترضاء الغربية على سياسات واستراتيجيات القوى العالمية منعت المقاومة
حتى الآن من الإطاحة بهذا النظام. ولكن الآن، وبفضل صمود الشعب الإيراني ومقاومته،
فإن سياسة المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي قد تعطلت إلى حد كبير، كما أن
الإطاحة بنظام الملالي من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بات قاب قوسين
أو أدنى.
لا خافي على أحد مساهمة الدور الحاسم لانتفاضة الشعب الإيراني التي
هزت أركان حكم الملالي في الأيام الأخيرة
من عام 2017، في تغيير ميزان القوى على الساحة الإيرانية.
مما أدى إلى تغيير كبير في
السياسات والاستراتيجيات الدولية
تجاه إيران فهذا ما جعل وضع النظام أكثر هشاشة. تتزايد عزلة النظام دولياً يوماً بعد يوم،
وعلى الرغم من أن العديد من الدوائر والمصادر تعتبره مرتبطًا بالعقوبات ووعي
المجتمع الدولي لطبيعة نظام الملالي القادم من القرون الوسطى،
لكن نظرة
أعمق إلى الوضع تقودنا إلى حقيقة أن العقوبات نفسها و تغيير السياسات والاستراتيجيات
هو نتيجة انتفاضة الشعب الإيراني ولا سيما القيادة الرائدة لهذه الإنتفاضة والتي
تحملها وتتحملها المقاومة الإيرانية التي ركزت نشاطها على مدى العقود الأربعة
الماضية على الإطاحة بهذا النظام من داخل إيران كما من خارجها، لقد مهدت استراتيجية
معاقل الانتفاضة الطريق لدق المسمار الأخير في نعش هذا النظام الغاشم، وأقنعت
مجموعة واسعة من منظمات المجتمع الدولي بدعم محاولات تغيير النظام من قبل الشعب الإيراني.
في الأشهر الأخيرة، سلسلة من الصور وأشرطة الفيديو التي نشرتها
المقاومة الإيرانية توضح الوجود الواسع النطاق لمعاقل الإنتفاضة في المدن
الإيرانية التي تركز الآن على الأنشطة الدعائية للمقاومة أو إحراق مراكز القمع أو
المراكز الدعائية التابعة للنظام. إنهم يستعدون الآن لانتفاضة لا يمكن وقفها
لإسقاط نظام الملالي. جيش من الشباب والشابات المضحين المستلهمين من التنظيم المحوري
للمقاومة، أي منظمة مجاهدي خلق، مستعد للتضحية من أجل تحرير الوطن الذي يرزح تحت
نير ديكتاتورية الملالي.
إلى جانب هذه الأنشطة داخل البلاد، لقد أظهرت المقاومة الإيرانية في
الخارج أيضاً تألقاً كبيراً. هذه المقاومة أثبتت للعالم من خلال عقد سلسلة من الاحتجاجات
والتجمعات في أوروبا والولايات المتحدة، وخاصة الإجتماع الكبير في أشرف 3 في
ألبانيا كعاصمة للمقاومة الإيرانية، أن انتفاضة الشعب الإيراني وأنشطة المقاومة
الإيرانية خارج إيران وداخل حدودها هما وجهان لعملة واحدة، وأن المقاومة الإيرانية
وأكثر
من أي وقت مضى، على وشك أن يتم الاعتراف بها في المجتمع الدولي باعتبارها البديل
الديمقراطي الوحيد.
وبالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدت هذه
المقاومة نظام الفاشية الدينية الحاكم في إيران ورئيسه المعمم حسن روحاني من خلال
تنظيم مظاهرة كبيرة وعقد اجتماع هام في نيويورك، وأوصلت صوت الشعب الإيراني الى
العالم.
أعلن أنصار المقاومة في هذه المظاهرت والاجتماعات التى حضرها عدد كبير
من الشخصيات الأمريكية بالاضافة إلى منظمات إيرانية مختلفة عن مطالبهم في النقاط التالية:
أولاً: إن المعمم حسن روحاني لا يمثل الشعب الإيراني بل إنه يمثل
النظام الإيراني أي أكبر ممول للإرهاب وأكثر منفذ لعقوبة الإعدام في العالم.
ثانياً: إن هذا النظام غير قابل للإصلاح ومطلب الشعب الإيراني الأساسي
هو الإطاحة بهذا النظام الدموي.
ثالثاً: أصبح هذا النظام أكثر جرأة من خلال سياسة المهادنة والاسترضاء
الغربية ولا يفهم سوى لغة القوة والحزم.
رابعاً: إن الشعب الإيراني يدعم المقاومة الإيرانية ورئيسها المنتخب،
السيدة مريم رجوي، وبالتالي يجب
على المجتمع الدولي رفض هذا النظام وتخصيص مقعد إيران للمقاومة الإيرانية.
خامساً: يجب أن يعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن نظام الملالي
يشكل تهديداً للسلم والأمن العالميين وأن يفتح المجال للتحقيق في الإنتهاكات
الجسيمة لحقوق الإنسان وقضايا الإرهاب المتورط بها.
بعد كلمة العمدة جولياني التي صرح بها: "أطالب بتغيير هذا النظام
وسيتم إسقاطه قريباً ". أعلن السناتور جوزيف ليبرمان أمام المتظاهرين في
نيويورك: "أريد أن أخبركم اليوم أن هناك قوة يخشاها النظام الإيراني أكثر من أي هجوم عسكري أجنبي.
هذه القوة هي الشعب الإيراني، المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي
خلق. أي هجوم عسكري على النظام سوف يلحق
الضرر بالنظام والحرس وقوة القدس الإرهابية، لكنه لن يطيح بالنظام. إن اسقاط
النظام يتم من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية".
No comments:
Post a Comment