انتحار "سحر خداياري" حرقًا ورعب نظام الملالي من المرأة الإيرانية
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
إن النساء هن الطبقة الأكثر اضطهاداً في المجتمع الإيراني منذ أن تحكم نظام الملالي في مصير الشعب الإيراني. والأدهى من ذلك أنه تم تجريد النساء في ظل حكم الملالي من حقوقهن التي اعترفت بها الديكتاتورية السابقة رسميًا. ومن بينها مشاركة المرأة في الأماكن العامة مثل الملاعب الرياضية. نظرًا لأنه وفقًا للقوانين الدجلية المناهضة للمرأة التي تنفذها الحكومة الثيوقراطية، يعتبر هذا السلوك منافيًا للإسلام والقرآن.
إن النساء هن الطبقة الأكثر اضطهاداً في المجتمع الإيراني منذ أن تحكم نظام الملالي في مصير الشعب الإيراني. والأدهى من ذلك أنه تم تجريد النساء في ظل حكم الملالي من حقوقهن التي اعترفت بها الديكتاتورية السابقة رسميًا. ومن بينها مشاركة المرأة في الأماكن العامة مثل الملاعب الرياضية. نظرًا لأنه وفقًا للقوانين الدجلية المناهضة للمرأة التي تنفذها الحكومة الثيوقراطية، يعتبر هذا السلوك منافيًا للإسلام والقرآن.
وبناء
عليه، تم تجريد النساء الإيرانيات من حقوقهن البديهية، واعتقال العديد منهن
وتعذيبهن لأسباب سياسية وثقافية واجتماعية، خلافًا لقوانين الإسلام الصحيح، في ظل
حكم الملالي المشؤوم على مدى أربعة عقود. ووفقًا للإحصائيات الصادرة عن مصادر
المقاومة الإيرانية، قام نظام الملالي الرجعي بتسليم الآلاف من النساء الإيرانيات
البطلات والمجاهدات والمناضلات لفرق الإعدام لقتلهن رميًا بالرصاص، كما سجن عددًا
كبيرًا منهن وعذبهن. والمرأة الإيرانية الشجاعة، ريحانه جباري، واحدة من النساء
الإيرانيات التي تم إعدامها بسبب دفاعها عن شرفها أثناء مقاومتها لعنصر مُعتدي من
وزارة استخبارات الملالي كان يهُم للإعتداء على شرفها.
وأحدث
مثال على ذلك هو قضية "سحر خداياري"، فتاة تبلغ من العمر 29 عامًا حاولت
الدخول في استاد "آزادي" في مارس الماضي انتهاكًا لقوانين الملالي
المناهضة للمرأة، لمشاهدة مباراة كرة قدم مفضلة لها، وتوفيت منتحرة حرقًا يوم
الاثنين الموافق 9 سبتمبر في مستشفى "مطهري" بطهران بعد أسبوع واحد من
حرق 90 في المائة من جسدها. وكان قد تم القبض على هذه الفتاة في شهر مارس 2019 عند
دخولها الاستاد وتم نقلها إلى سجن قرتشك بورامين، وهو من أسوأ السجون سمعة بين
سجون نظام الملالي الإيراني. وفي يوم 2 سبتمبر ذهبت إلى مكتب النائب العام لمتابعة
قضيتها وبعد أن علمت بأنه قد حُكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر، انتحرت حرقًا أمام
مكتب النائب العام احتجاجًا على هذا الحكم.
ولهذا
السبب نسمع يوميًا عن تزايد حالات انتحار النساء في إيران حرقًا وبطرق أخرى بسبب
قوانين الملالي التي تعود إلى العصور الوسطى واضطهاد النساء وقمعهن. فالفقر المدقع
الذي حل بالمجتمع الإيراني المصاب بالملالي وتفكك الأسر أيضًا دفع النساء إلى
ممارسة الرذيلة أو بيع أعضائهن.
ولكن
لماذا يخشى الملالي النساء الإيرانيات أكثر من أي وقت مضى، ويضفون الطابع المؤسسي
على مضاعفة اضطهادهن. وفضلًا عن ذلك، يأمرون عناصرهم بالتعدي بوحشية على النساء
الإيرانيات في الشوارع بذريعة ضرورة الالتزام بالتحجب؟ كلنا نتذكر الحالات العديدة
التي قام فيها عناصر الحكومة برش الحامض على وجوه النساء الإيرانيات. وربما يمكننا القول بأن مثل هذه الجرائم أكثر
بشاعة من القتل. نظرًا لأن المرأة التي يُرش على وجهها الحامض (الأسيد)؛ تظل تعاني
طوال حياتها من العذاب النفسي والجسدي.
إن
الظلم والقمع الذي يمارسه نظام الملالي الإيراني حَوَّل النساء الإيرانيات إلى قوة
متفجرة ضد الملالي، وأدت مقاومة النساء الإيرانيات ضد هذا النظام البربري
ومشاركتهن الفعالة في المسيرات الاحتجاجية وكذلك في المقاومة المنظمة للإطاحة
بالنظام، إلى بث الرعب في قلوب الملالي.
وبفضل
المقاومة التي تؤدي فيها النساء دورًا بارزًا في القيادة السياسية وتعزيز النضال
ضد الملالي نجد أن المرأة الإيرانية تتمتع بأكبر الإمكانيات لإستردراد حقوقها المسلوبة
من نظام الملالي الحاكم. ويعتبر تاريخ المقاومة الإيرانية الآن كنزًا قوميًا
ووطنيًا للمرأة الإيرانية لِما يحتوية من سجل رائع في هذا الصدد. والدليل على ذلك،
أن الرئيس المنتخب الحالي للمقاومة الإيرانية إمرأة، ألا وهي السيدة مريم رجوي.
فهي تتمتع بشخصية كاريزماتية وسجل رائع على قدرة
المرأة الإيرانية على الإطاحة بالملالي في أحضان منظمة يتألف مجلسها المركزي من
ألف إمرأة من نساء مجاهدات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
كتبت
السيدة مريم رجوي في تغريدة لها على صفحتها على تويتر عن مأساة انتحار"سحر
خداياري" حرقًا: وفاة شابة أضرمت النار في جسدها للاحتجاج على القمع والتمييز
والحرمان الذي فرضته دكتاتورية الملالي على النساء، تعصر قلوب وضمائر الإيرانيين
ألمًا من اضطهاد الملالي. النساء والرجال الأحرار في وطننا الحبيب #إيران يزيدون إصرارهم على
إسقاط هذا النظام وتحقيق الحرية.
وهذا
يعني أن:
النساء
الإيرانيات سوف يلعبن دورًا حاسمًا في الإطاحة بالنظام الإيراني. إن الضامن
والمبشر بانتصار الشعب والمقاومة الإيراينة هو الدور البارز للمرأة الإيرانية على
نطاق واسع في الآلاف من معاقل الانتفاضة داخل إيران، التي تُعد العدة لهذا التحول
الكبير.
وعلى
المجتمع الدولي أن يسرع في مساعدة النساء الإيرانيات، والاعتراف رسميًا بالمقاومة الإيرانية بوصفها
الممثل الشرعي للشعب الإيراني. ومن الممكن أن تكون المرأة الإيرانية، على وجه
التحديد، بداية مضيئة في هذا الصدد.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن
الايراني.
No comments:
Post a Comment