Monday, February 17, 2020

جيش من الشباب المنتفض في إيران


جيش من الشباب المنتفض في إيران
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
ربما تمت الإجابة الآن على السؤال الذي ظل مطروحًا منذ فترات طويلة على طاولة خبراء الشؤون الإيرانية حول سبب ذكر على خامنئي والقادة الآخرين في نظام الملالي الحاكم في إيران اسم مجاهدي خلق مرة أخرى بشكل مستمر بعد عدة عقود من منع ذكر اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.  ألم يعلنوا عدة مرات عن تدمير منظمة مجاهدي خلق؟ أولم يقولوا باستمرار إن مجاهدي خلق ليس لديهم قاعدة اجتماعية في الداخل. إذن لماذا يتحدثون الآن عن تهديد منظمة مجاهدي خلق على هذا النطاق الواسع؟
كما لم يكن الخبراء على دراية بحقيقة أن مؤسس نظام الملالي والمسؤولين الآخرين في هذا النظام كانوا يسعون باستمرار خلال العقود الأربعة الماضية إلى القضاء على مجاهدي خلق. فبالإضافة إلى مذبحة أكثر من 30000 سجين سياسي ومناضل في عام 1988، كانوا يحاولون عدم ترك أي أثر لهذه المذابح، كما كانوا يهددون أسر السجناء السياسيين الذين قتلوا في المذبحة بإلتزام الصمت، وكانوا يصدرون تعليمات لكافة الأجهزة الحكومية وخاصة الأجهزة الإعلامية بعدم ذكر أي اسم للمقتولين (حتى لو باسم المنافقين).
لذلك، يمكن القول بأنه لا يخفى على أحد الحقيقتين التاليتين:
الحقيقة الأولى: كان نظام الملالي يريد أن يظهر للعالم صورة زائفة عن نظام مستقر، ولهذا السبب كان مصممًا على نسيان هذه الإبادة الجماعية في هدوء، ولكن بفضل صمود المقاومة الإيرانية وتفوقها وتطورها فشل سيناريو نظام الملالي فشلًا ذريعًا. 
الحقيقة الثانية: نظام الملالي يعيش الآن في مرحلته النهائية وفي مأزق مأساوي من كل الوجوه. فمن ناحية، ليس لديه إجابة على سجله المليء بالجرائم والمذابح والإعدام والتعذيب على مدى 4 عقود، ومن ناحية أخرى، ليس لديه أي حل لتلبية المطالب الاقتصادية والاجتماعية للشعب الإيراني.
إن نتيجة هاتين الواقعتين هي وجه قضية "وجود أو عدم وجود هذا النظام" التي أسفرت في بداية الأمر عن استمرار انتفاضة الشعب الإيراني في جميع أنحاء البلاد وتصعيد الضغط الدولي على النظام، ثم أسفرت في آن واحد عن تصعيد أنشطة المقاومة في كافة جوانبه الاجتماعية والسياسية. والآن بفضل دور المقاومة البارز ومكانتها في قيادة الانتفاضة تم تشكيل جيش من معاقل الانتفاضة داخل إيران، وأصبح يمثل تهديدًا خطيرًا لفلول هذا النظام بشكل غير مسبوق.

في التجمع الكبير للمقاومة المنعقد في 30 يونيو 2018، قالت السيدة  مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة لمرحلة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني: "خلال هذه السنين الأربعين، قد جرّب كل اولئك المدّعين الذين لم يكونوا أهل دفع الثمن، حظّهم. ولكن الحقائق والتجارب أثبتت أن هذا النظام الظلامي، لا يتحمل التغيير والإصلاحية. لا من النوع "الأخضر" ولا "المخملي".
إسقاط هذا النظام، يتطلّب دفع الثمن. يتطلّب الصدق والتضحية. يتطلّب منظمة وتنظيمات وبديل سياسي رصين. ويحتاج إلى معاقل الانتفاضة وجيش التحرير.".
في الآونة الأخيرة صرح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، باعتباره البديل الديمقراطي الوحيد لنظام الملالي، في بيانه السنوي: " إن المجلس يعلن كما أعلن في العام الماضي : إن الحل العملي للإطاحة بالنظام الحاكم في إيران يعتمد في المقام الأول  على التنظيم والالتفاف حول الشعار الرئيسي للنضال. ولإرساء جمهورية حرة قائمة على المساواة، فإننا لا نتصور حدوث معجزة ولا ننتهز فرصة لخدمة مصالحنا. فجميع ممتلكاتنا هي الأمة الإيرانية وأبنائها الرواد، وهذا مما لا شك فيه، أعظم قوة في العالم. لذلك يجب أن نتوقع تحقيق كل شيء بسواعدنا وإرادتنا. ولهذا السبب، يدعو المجلس جميع الرجال والنساء في إيران والقوى السياسية وقوس قزح القوى الاجتماعية والثقافية الإيرانية إلى التنظيم والتوحد حول الشعار الرئيسي "لا لمبدأ ولاية الفقيه والموت للديكتاتور والموت لخامنئي"، في آلاف معاقل الانتفاضة وأشرف آخر". 
وعندما ننحي تصريحات علي خامنئي بأن مجاهدي خلق كانوا ولايزالون وراء هذه الانتفاضة أو روحاني الذي توسل لرئيس جمهورية فرنسا خوفًا من مضي الانتفاضة والمقاومة قدمًا في طريقها، أو العديد من تصريحات المسؤولين الحكوميين والعسكريين في نظام الملالي في هذا الصدد جانبًا. نجد أن أحد أعضاء لجنة الموت (وزير الداخلية في  عهد أحمدي نجاد ووزير العدل في عهد روحاني)، مصطفى بور محمدي، قال مؤخرًا في  24 يوليو 2019 : "هل العداوة ضدنا ستصبح أسوأ من مجاهدي خلق؟" إنهم دمروا صورة النظام في جميع أنحاء العالم. ولم يحدث أي دمار خلال الـ 40 عامًا الماضية إلا وكان مصدره الرئيسي هو مجاهدي خلق.  لقد قدمنا الكثير من الشهداء وتحملنا خسائر فادحة وفشلنا بسبب المنافقين. واليوم يُعد المنافقون أكثر الأعداء خيانة لهذه الأمة".  
وبالتالي فإن وجه القضية الحقيقية الآن هو وجود جيش داخل البلاد يُعدُ نفسه للقيام بالخطوة الأخيرة. إن معاقل الانتفاضة متواجده الآن بشكل فعال في جميع أنحاء إيران من محافظات أذربيجان وكردستان في الشمال والشمال الغربي من إيران حتى سيستان وبلوتشستان في الجنوب الشرقي من إيران، ومن محافظة خراسان في الشمال الشرقي من إيران حتى محافظة خوزستان في الجنوب الغربي من إيران وحتى المحافظات المركزية ولاسيما طهران العاصمة؛ بوصفها النوى الرئيسية لهذا الجيش، كما أنهم احتفلوا في 6 سبتمبر 2019 بالذكري السنوية لتأسيس منظمة مجاهدي خلق.
وتلعب معاقل الانتفاضة هذه دورًا في تنظيم الناس وقيادة الاحتجاجات الشعبية نحو الإطاحة بنظام الملالي.
ونستنتج من ذلك أن انتفاضة الشعب الإيراني على مستوى البلاد التي كانت ولايزال هدفها الرئيسي هو الإطاحة بالنظام برمته، لديها الآن جيشًا حقيقيًا داخل البلاد بفضل الجهاز القيادي للانتفاضة وقوته المحورية، مجاهدي خلق، وسيكون له دور حاسم في الإطاحة بنظام الملالي الديكتاتوري الإرهابي. إن أعضاء هذا الجيش أناس يضعون أرواحهم على كفوفهم وتركوا كل ما لديهم لكي يقدموا لشعبهم أفضل الأشياء .
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


No comments:

Post a Comment