يجب مقاضاة مسببي ضحايا
الزلزال الأخير
عبدالرحمن مهابادي*
عندما تحدث الزلازل في کل مرة، فإن الارض
بإمکانها أن تبتلع البشر والمجتمعات الانسانية وتتمکن أيضا من أن تضعهم في مفترق
التجربة والاختبار. البشر بإمکانهم أن يستفيدوا من التجارب وأن لايذهبوا ضحايا
للزلازل القادمة وذلك بوضع الاسس والمقومات للإنطلاق في طريق الرقي وتطور
المجتمعات بإمتلاك مقومات مواجهة الکوارث الطبيعية وغيرها.
و في إيران التي تقع على خط
الزلازل، فقد جرت خلال 40عاما الماضية تجربة الابتلاع فقط، ذلك أن هناك نظام دكتاتور
وسفاك وبالتالي نستطيع القول أنه ليس فقط يسبب الابتلاع فحسب وإنما هو حائل لتجنب
الابتلاع وخير دليل على هذه الحقيقة ما حدث في غرب إيران في محافظة كرمانشاه أخيرا
الذي حدث يوم 12/ نوفمبر-تشرين الثاني، حيث ابتلع الزلزال منطقة واسعة وآلاف من الناس
فضلا على تسببه بقضاء نحب آلاف المواطنين من جراء العطش والجوع والتشريد وما شابه
ذلك.. الحقيقة ومرة أخرى، فقد بكت الأرض وامتلأت السماء بالصرخات وحزن العالم الى
جانب أن هناك خفايا غير مكشوفة من هذه الكارثة الإنسانية ولم نعلم عنها شيئا! حيث أدمع
هذا الحادث الأليم عيون السامعين والناظرين من كل فج عميق وكل الضمائرالحية وكل
إنسان شريف كما تضايق كل من سمع أو قرأ عن تصرفات الملالي الحاکمين في إيران تجاه
هذه القضية، وقد أغاظ ذلك كل ناظر أكثر من السامعين ولذلك فقد ضم صوته مع الشعب
الإيراني وأيقن بأن هذا النظام يجب أن يرحل فإنه ليس من الشعب ولا للشعب .
كل من سمع أخبار الزلزال أو شاهد صور وأفلام
تتعلق بذلك، إنتابه حزن عميق وإنحبست الدموع في مآقيه خصوصا وإن هناك الکثير من
الاخبار والمشاهد المٶلمة جدا التي يحذر إعلام الملالي من نقلها، فإنه سيکون على
إطلاع بشأن الاوضاع الوخيمة الشعب وإيران الرازحة تحت وطأة حکم الملالي وبالنسبة
لما يجري لأهالي المناطق المنكوبة في كرمانشاه من المعاناة ولآلام حيث يعجزاللسان عن
بيانه ووصفه، سيما عندما كان يتعرض الأهالي الناجون من الزلزال للموت بسبب البرد
القارص أو تعرضهم لمهاجمة الذئاب الجائعة، خصوصا عندما نشاهد بأن المنكوبين الذين
نجوا بأعجوبة من الزلزال ولكنهم معرضون لهزات إرتدادية قد تخلف عدد کبيرا من
الضحايا بينهم. غير إننا لابد أن نلفت الانظار الى أن هناك زلزال أكبر، وهو وجود
نظام الملالي المتشدق بالدين والذي تستمر إرتداداته لحد الآن، حيث لا يمسي يوم في
إيران إلا وينفذ أحكام الإعدام بحق أبناء هذا البلد بعد الاعتقال والتعذيب والسجن
كما جرى بحق 120ألفا من خيرة أبناء أبناء الشعب من إعدام واغتيال وما شابه ذلك، حيث
لا توجد عائلة في إيران قد نجت من ظلم وجور الملالي.