ايران..
الرجل رقم 2!
أثبتت التجربة العملية للوقوف بوجه النظام
الايراني بوضوح أن اجتثاث التطرف الاسلامي في ايران حيث فرضها نظام ولاية الفقيه على
ايران، مشروع معقد للغاية وضروري. مشروع
لو لا يترافق مع الفكر المضاد المدرك بتعقيدات الآمر ولا تحظى بالقوة المتمرسة
والقوية الداعية لاسقاط نظام ولاية الفقيه، لا يستطيع أن يرسم أفقا واضحا أمام
الناس ولا يستطيع أن يتحمل أعباء هكذا رسالة ثقيلة على عاتقه. خاصة وأن النظام
وبصرفه كلفا باهظة بالمليارات واستخدام التكتيكات والأعمال المضللة قد جعل الآخرين
عميانا وقمع الشعب وحال دون أن يفتح المجتمع العالمي عيونه كما ينبغي على الشعب
والقوى السياسية الايرانية الداعية الى التحرر.
وفي مواكبة اجراءات النظام هناك مساومون غربيون
وعددهم ليس قليلا حاولوا تقديم رجال لهذا النظام وجوها «معتدلة واصلاحية
ووسطية...». رجال من أمثال رفسنجاني وخاتمي وروحاني و... بينما كل واحد منهم لعب
دورا في تشكيل وبقاء هذا الكيان وسفك دماء الشعب والقوى السياسية الايرانية. اولئك
الضالعون في جرائم النظام على طول حياته واذا كان المساومون في العالم يسمحون
فكانت محكمة في العالم تصدر أحكاما بأشد العقوبات ضدهم. كما أن محكمة ألمانية قد
أعلنت في ملف ميكونوس قادة النظام متورطين في أعمال ارهابية في مطعم ميكونوس.
رفسنجاني الرجل رقم 2 لهذا النظام هو من أهم هؤلاء
الرجال الذي توفي قبل مدة في عمر يناهز 82 عاما! وقالوا وكتبوا عن جرائمه كثيرا في
هذا النظام ولكن كلها يشكل غيضا من فيض لأن هناك الكثير الكثير من جرائمه التي يتطلب الحديث عنها.
واعتبر البعض موت رفسنجاني للنظام أهم حدث بعد
موت خميني. وهذا الكلام حق. لأنه بعد خميني كان أهم رجل في هذا النظام. وحتى خلال
العقدين الآخيرين لم يكن له منصب حكومي على الظاهر ولكنه كان يعمل بصفته أحد
العمودين الرئيسين لحفظ النظام.
رفسنجاني كان القائد العام للقوات المسلحة بينما
كان خامنئي في جبهات يعمل تحت قيادته. انه قد أشار مؤخرا الى أن «خامنئي كان يتصل
بي وكان يستأذنني واني كنت أصدر الاذن له أو لم أصدر».
ولهذا السبب فان موته قد ترك بالغ الأثر على كل
النظام وخسارته قبل كل طرف تلحق بزمرة خامنئي. لأن خامنئي و رفسنجاني كانا قرينين متناقضين لا يفترقان وكان يحتاج بعضهما البعض. وفي الواقع الصراع
بينهما كان يدور حول السلطة. انهما كانا متفقين على حفظ النظام وقمع الشعب
والمعارضين للنظام. وكان خميني قد قال قبل موته ان النظام يبقى قائما طالما هذان
الرجلان يعملان معا. والآن بعد ما قدر قضاء رفسنجاني فان النظام قد خسر قبل كل شيء
وبات ضعيفا وهذا لصالح الشعب والمقاومة الايرانية. لأن موته قد جعل سقوط النظام
خطوة أقرب.
انه كان ومنذ بداية تشكيل الحكم من العناصر الرئيسية لاتخاذ القرارات ورسم
السياسات للنظام وعمل في مناصب سيادية أهمها كانت: القائد العام للقوات المسلحة
ورئاسة البرلمان و رئاسة الجمهورية ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام و...
كما انه لعب دورا مؤثرا في مجازر طالت مئات الآلاف من الضحايا في مذابح حربية
والقمع وقتل الشعب الكردي وفي منطقة «تركمن صحراء» وخوزستان والهجوم على الجامعات
واعدام السجناء في الثمانينات لاسيما مجزرة أكثر من 30 ألف سجين سياسي عزل في عام
1988 واغتيال المعارضين داخل وخارج ايران
ومئات الأعمال الارهابية وآلاف الحالات من الجرائم الآخرى منها نشر الادمان بين
الشباب.
جرائمه لم تنحصر في مرحلة معينة بل كانت على طول حياته. ومؤخرا أصدرت لجنة
الأمن ومكافحة الارهاب للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بيانا كشفت خلاله عن
حقيقة. وحسب الوثيقة كان رفسنجاني وخلال استقباله أحد المسؤولين العراقيين
بتاريخ 17 يونيو2015 طالب بالقضاء على أعضاء منظمة مجاهدي خلق في العراق. وأكد في
اللقاء أن «أعضاء منظمة خلق آفة يجب القضاء عليها ونحن ادخرنا كافة السبل حول هذه القضية لحلها». كما كان قبل
35 عاما قد قال بشأن مجاهدي خلق «أعضاء مجاهدي خلق يجب اما يقتلون آو يشنقون أو
تقطع أرجلهم وأيديهم وطردهم من المجتمع».
@m_abdorrahman
No comments:
Post a Comment