Monday, April 1, 2019

دور النساء في المقاومة الإيرانية


دور النساء في المقاومة الإيرانية
تكريمًا لذكرى اليوم العالمي للمرأة
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
في مطالعتنا للتاريخ نصادم كثيرا بأسماء النساء التي كانت لهن دورًا مهمًا في جميع مناحي الحياة الإنسانية ولمعت أسمائهن مثل نجم مشرق نور حياة الإنسانية. ولكن المؤلم أننا نشاهد بالموازة ذلك وقائع مرة بهذا الشأن. الحقوق المسلوبة للنساء على مدى التاريخ.
والظلم الذي فرضه على المرأة في المجتمعات الإنسانية المختلفة كان ظلمًا ذو طابع خاص ومستمرًا حتى يومنا هذا.
في حين أن المرأة هي إنسان مثل الرجل قبل كل شئ.
ولكنهن بقين محرومات من حقوقهن الإنسانية. والتاريخ الإنساني بقي مدينا للنساء بشكل حقيقي وحتى الآن لم يقطع شوطا طويلا في طريق المساواة بين الرجل والمرأة.
وعلى الرغم من إعلان اليوم العالمي للمرأة وتكريمها في كل عام هو خطوة مهمة في هذا الدرب ولكن بشكل عام فإن عقول وأفكار الناس والمجتمع لم يكن عاجزا فقط عن الامتثال لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل ولكنها كانت فاقدة لقدرة العمل في احترام القوانين الموضوعة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لأنه على الرغم من العبور في مراحل التطور الاجتماعي المختلفة مازالت النظرة للمرأة كنظرة لسلعة أو نظرة استثمارية.

لقد أثبتت التجربة ليس النساء لوحدهن قادرات على تحقيق حقوقهن الضائعة ولا الرجال لأن تخلص الإنسان يحتاج لتغيير جذري وحقيقي في هذا الصدد. وعلى الرغم من أنهن في البداية كانوا يشكلون عوائق لبعضهن البعض ولكن في الأساس لايمكن أن يكونوا في الأساس ضد بعضهم البعض. وتحرير المرأة لا يعني أسر الرجل وبالعكس.
وكل واحد منا يتأثر بسماعة الأخبار المؤلمة بشكل يومية عن وضع النساء في العالم وخاصة في البلد الذي نعيش فيه ويجرح شعوره الإنساني ولعلنا نحس أيضا أننا ليس بإمكاننا فعل شئ بسبب وجود عوائق داخلية وخارجية تمنعنا من التقدم للأمام نحو المستقبل. وهذا الشعور هو شعور واقعي. لأن النساء والرجال أيضا يجب عليهم دفعوا ثمن في هذا الدرب ويجب عليهم التغلب على العقبات. فلا النساء يصلن لحقوقهن بسهولة ولا الرجال يتركون بسهولة الثقافة الذكورية. وخلاص الإنسان يكمن في الفكر الإنساني العميق للنساء والرجال.

تاريخ الأمم مليئ بسطوع نجم وحيد من النساء والرجال. ولكنهم بمرور الوقت استطاعوا يقطعون مسافة قصيرة لأنهم كانوا نجوما وحيدة محصورين في زمان أو مكان معين.
في إيران فرضت الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة أعمال العنف والإجبار على النساء. وبالإضافة للثقافة الذكورية والقوانين الحكومية يتم انتهاك حقوق النساء في أشكال مختلفة. فهم في نظرتهم لمسئلة المرأة لديهم وجوه مشتركة عديدة. وكل شئ بني اعتمادا على الإجبار فهو في الاتجاه المعاكس وعواقبه ستكون خطيرة.
في إيران الرازحة تحت حكم الملالي تعيش النساء في الأكثر قمعا في الحياة. وفي الموت لديهن حصة الأسد بالمقارنة بالحياة. لأنهن في ثقافة الملالي لايتمتعن بهوية وشخصية مستقلة ويعتبرن ملك الرجال. وفي فهم الملالي تم إنكار مساواة المرأة والرجل ويلاحظ التمييز الشديد ضد المرأة بشكل هستيري فهم يعرفون المرأة وفقا للاختلافات الفيزيولوجية بالمقارنة بالرجال. ووفقا لهذا الأساس يدعون بأن المرأة خلقت ضعيفة وتتبع لأحاسيسها وغرائزها ولهذا السبب يجب أن تتقبل الهيمنة الأبدية للرجل.
ووفقا لهذا الفهم تم التأسيس لانتهاك حقوق النساء في المجتمع بشكل منهجي وأصبحت المرأة محكومة بالموت. وكانت هناك العديد من الأمثلة التي دافعت فيها النسوة عن شرفهن ولم يستسلمن للتعدي والإذى الذي يلحق بهن عناصر حكومية وفي النهاية تم الحكم عليهن بالإعدام. المرأة الشجاعة التي تدعى ريحانه جباري هي مثال بارز عن هذا الموضوع.

كتب خميني مؤسس نظام الملالي في كتابه المسمى "تحرير الوسيلة": "النساء مخلوقات شريرات وإذا تمنعت المرأة عن توفير محيط مناسب لأرضاء زوجها فللزوج حق في ضربها وله الحق في زيادة الضرب كل يوم حتى تستسلم له المرأة".
في إيران وضع الحجاب بالنسبة للنساء أمر إجباري. وفي الأعوام الأخيرة شهدنا ظاهرة بشعة تدعى رش الأسيد الحارق وكانت عناصر حكومية يرشون الأسيد على أجساد ووجوه النساء ليدمروا حياتهم للأبد. وفي إيران توجد قوانين تم وضعها بحيث تمكن الرجل من قتل زوجته بناءا على اتهام واحد فقط وسيكون محميا بالكامل في النهاية.
وبنظرة على دستور نظام الملالي نرى بأن المناصب المهمة في السلطات الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية هي من نصيب الرجل فقط. وبالإضافة لهذا فقد تم إعدام آلاف النساء الإيرانيات المجاهدات والمناضلات خلال فترة الأربعين عاما من حكم الملالي.

الملالي لم يكتفوا بالقتل ونهب أموال الشعب بل جروا النساء نخو الفاحشة وبيع أنفسهن وأطلقوا عصابات بيع وشراء النساء. ووفقا للقوانين الجزائية لهذه الحكومة ففي حكم الرجم بالحجارة وأثناء الموت أيضا تدفن المرأة حتى رقبتها والرجل حتى خصره في حفرة. وبهذا النحو يمكن للرجل الهرب من العقوبة وأما المرأة فلا. الملالي معادون للإنسانية والنساء بشكل هستيري ويعتبرون أن حقوق النسوة مساوية لحقوق الحيوانات.
ولكن في الجهة المقابلة من فكر ونظرة الملالي الحاكمين، فالنساء تتمتع بموقع خاص في المقاومة الإيرانية.
فلقد أثبتت النساء جدارتهن في ساحة العمل النضالي للتقدم بالمقاومة ضد الملالي وأثاروا إعجاب الكثيرين بهن. ولهذا السبب فإن المناصب الهامة في المقاومة الإيرانية الآن في يد النساء اللواتي عبرن من المراحل الخطيرة والحاسمة.. فهن يتمتعن بدعم الرجال المجاهدين والمناضلين الذين أمضوا سنوات طويلة في نضالهم ضد الملالي.

يتمتع النساء والرجال في المقاومة الإيرانية الآن بتنظيمات منسجمة ومنظمة وقادرة لك تستطع فقط إيصال المقاومة الإيرانية لنقطتها الحالية بل كفلت وضمنت إيران بعد سقوط الملالي إلى حد كبير.
رؤي السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية للنساء هي بأنهن أفضل مواجهة لوجهات النظر المتخلفة لنظام الملالي. ففي المادة ٥ من برنامج السيدة مريم رجوي المعلنة من أجل إيران بعد الملالي جاءت: "نحن نؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق السياسية والاجتماعية والمشاركة المتساوية للنساء في القيادة السياسية وسيتم إلغاء كل أنواع وأشكال التمييز ضد النساء وسيتمتعن بحرية انتخاب اللباس والزواج والطلاق والدراسة والعمل".
السيدة مريم رجوي تعتقد بأن النساء لا يستحقن فقط المساواة بل يحملن رسالة تغيير المجتمع نحو الحرية وتعتبر بأن النساء هن قوة تغييىر المجتمع اليوم.
وهي تعتبر بأن هذه الرسالة ليست فقط من أجل الآفاق البعيدة للحياة البشرية بل ضرورة مبرمة اليوم في العالم.

وارتباط المقاومة الإيرانية بحركة مساواة المرأة والرجل ومكانة المرأة في قيادة الحركة أوجد تحولا في تقدم موضوع المساواة في المجتمع الإيراني وخاصة أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي موجودة في محور هذه الحركة وهذه المنظمة تؤمن بالإسلام المتسامح والآن تحولت لكنز مليئ بالتجارب من أجل الشعب الإيراني وخاصة جميع النساء الحرائر في العالم.
السيدة مريم رجوي تقول في أحد كتبها باسم "النساء قوة التغيير": "النساء هن القوة الأولى في النضال ضد الاصولية وبدون مشاركة النساء لن يستطيع العالم مواجهة هذا الخطر الذي يهدد البشرية. وقلب الموضوع هو أن الأصولية تفشل فقط بقيادة النساء".
في حكومة الملالي التي استمرت لأربعين عام أظهرت النساء الإيرانيات تألقا مبرها ولافتا في مواجهتن مع الملالي. من المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة حتى الثبات البطولي ضد الملالي في السجون ومن الحضور الفعال في الحرب العسكرية ضد الملالي حتى إدارة الشؤون اللوجستية والداعمة في الظروف المختلفة وأيضا المشاركة الفاعلة في توجيه الانتفاضة في داخل البلاد والتي هي على وشك الانتصار.
وبشهادة الرجال الذين ناضلوا تحت قيادة النساء ضد الملالي لسنوات طوال فلولا الدور المهم والمحدد للنساء في هذه المقاومة لما كانت المقاومة وصلت لمثل هذه النقطة الحالية.

ولهذا السبب يخشى الملالي الحاكمون في إيران من دور النساء في صفوف المقاومة وبالاخص وجود السيدة مريم رجوي في رأس هرم المقاومة. هؤلاء الرجال يقولون بأن رمز نجاح وبقاء ومستقبل المقاومة الإيرانية هو في وضع زمام القيادة في يد النساء.
وفي العالم هناك الكثيرون ممن يعلقون آمالا كبيرة على الدور الفريد الذي تلعبها السيدة رجوي ضد الأصولية الحاكمة في إيران. رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا والمستشار الحقوقي للرئيس ترامب قال بالتزامن مع عقد مؤتمر وارسو: "نحن نؤمن بأن البديل الديمقراطي لهذا النظام هي السيدة مريم رجوي".

وليس هناك شك بأن سقوط النظام الأصولي الحاكم في إيران قريب بالقيادة النسائية الجديرة والأجيال القادمة سوف تتحدث الكثير والكثير حول هذا الموضوع.
مبارك يوم الثامن من مارس على كل نساء العالم.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.




No comments:

Post a Comment