Friday, November 11, 2016

نظام الملالي.. نهاية شهر العسل!


أثار انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة موجة من القلق والإرباك لدى النظام الإيراني. كما أكد أحد عناصر النظام قبل عدة أيام ان عهد رئاسة أوباما كان عهدا ذهبيا للنظام حيث لن يتكرر أبدا.
كان النظام يتأوه ويتوجع بان العقوبات لم تتخفف ولم تتحقق الإنفراجة التي كنا ننتظرها. ردود أفعال النظام النابعة عن خوفه جراء وصول ترامب إلى سدة الحكم تدل على ذعر النظام لان الأخير كان ينتقد أوباما بسبب إعطائه إتاوة للنظام الإيراني، و كتبت صحيفة ”آفتاب روز“ الحكومية قائلة: «يذرف تمثال الحرية دموعا وماذا سيكون مصير الإتفاق النووي بعد وصول ترامب إلى الحكم؟
كما كتبت وكالة ايسنا الحكومية: «من المحتمل تعليق الإتفاق النووي مع إيران خلال عهد ترامب». النائب في برلمان النظام المدعو يوسفي هو الآخر يقول: «سيتم ازدياد الضغوط على إيران بعد انتخاب ترامب».
وبدوره أكد محمد جواد ظريف وزير الخارجية للنظام قائلا: «ما اتفقت عليه امريكا هو تعهدا دولي متعدد الأطراف في الإتفاق النووي يجب ان تنفذه».

وتوجه زمرة خامنئي اللوم إلى حكومة روحاني بانها «لماذا تضع البيض كافة في سلة واحدة للإتفاق النووي؟!» أو بالأحرى انهم يكتبون: «من المفارقات ”هزيمة هيلاري“ أو ”فوز ترامب“ هما جعلا البعض في إيران سعيدا أو حزينا، أكثر من الناس في امريكا!... رغم ان الإتفاق النووي سيبقى قائما أو لا، ان الملف الرئيسي هو اننا ماذا سنفعل عندما فقد التربويون ثقتهم بسبب هذا الفساد الكبير المستشري في البلاد؟! كما ماذا سنفعل مع الركود الإقتصادي والبطالة والتضخم والغلاء؟! ومع تعطيل عجلة تطوير النووي وكذلك شركة «ارج»؟! أو العديد من المشاكل الأخرى؟
الا ان الحقيقة هي ان النظام برمته مصاب بالذعر والخوف. وأكد رفسنجاني هذا الخوف بصراحة ووصف ترامب بانه وجه متغطرس «الذي لم يلتزم بمبادئ ويضرب القوانين والتعليمات عرض الحائط بسهولة». هذا الوصف من قبل رفسنجاني هو بالضبط توصيف نظام الملالي الديكتاتوري نفسه فيجب يضيف عليه: «النظام الذي يفهم لغة القوة فقط».
ومن يتذكر قصة إحتلال السفارة الامريكية في طهران واتخاذ كوادرها كرهائن من قبل انصار خميني أو من يقرأ تلك القصة، يعرفون ان خميني الذي كان عنيدا أمام جيمي كارتر الا انه وأثناء وصول رونالد ريغان على سدة الحكم، أصبح فجأة كفأر وليس لم يطلق سراح الرهائن فورا فحسب بل خضع لكافة بنود اتفاقية الجزائر المخزية بموافقة الشروط المملاة كافة من قبل امريكا وقدم ملايين من الدولارات من ثروات الشعب الإيراني إلى الطرف الآخر.
أحد الأسباب لخوف الملالي هو ان الكونغرس الامريكي لديه عدة لوائح وقرارات لفرض العقوبات على النظام الا أن أوباما كان قد هدد بانه سيستخدم حق النقض تجاه هذه القرارات الا انه تجد جميع هذه القرارات طريقا ان يتحقق في عهد ترامب خاصة في الوقت الذي فاز الجمهوريون في نفس الإنتخابات في الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ وتمكنوا من إبقاء سيطرتهم عليهما كما انه لايوجد النقض من قبل الرئيس.
وملاحظة لافتة أخرى هي ان تغيير من يقود سياسة امريكا سيؤثر على تركيبة و ميزان القوى داخل نظام الملالي شاء أم أبى لان شرخات داخل النظام ستكون أكثر عمقا بتفاقم الضغوطات والعقوبات عليه. ان زمرة المغمومين الذين كانوا يتأرجحون ترامب مقارنة بكلينتون في انتخاب بين سوء وأسوأ بدأوا تأوهاتهم منذ الآن ووجهوا اللوم على روحاني وحكومته ويقولون ألم نقل انه لايجب ان يضع كل شيء رهينة للتعامل مع امريكا؟! ولابد ان تجيب الزمرة الأخرى ألم نقل ان اوباما كان فرصة فريدة وغير قابل لتكرار وطالما هو موجود علينا ان نحسم أمورنا مع امريكا ونحسم إتفاقيات لاحقة؟!
ان هذا الصراع خاصة عشية مسرحية انتخابات النظام سيؤدي إلى التفاقم أكثر من أي وقت مضى وستوفر الأرضية المناسبة لإضعاف نظام الملالي بأسره أكثر فأكثر ودخول المزيد من الناس إلى الساحة لجرف كلتا الزمرتين الحكوميتين خاصة خلال الإنتخابات الرئاسية للنظام المقرر اجراءها في حزيران/ يونيو 2017 مثلما حدث خلال انتفاضة عام 2009.

No comments:

Post a Comment