العام الايراني الجديد، عام دفن دكتاتورية الملالي
الماضي ينير درب المستقبل
عبدالرحمن
مهابادي*
الان نحن في الايام
الاخيرة من العام الايراني. في بداية العام الجديد وبالقاء نظرة الى الماضي
وبالاخص الى الخروج المنتصر لقوات المقاومة الايرانية من العراق ونهاية فترة حكم
باراك اوباما متبع سياسات التماشي والاسترضاء مع نظام الملالي كتبنا: "في
العام الجديد، سيحدث تغيير كبير فيما يتعلق بإيران". لا يزال، لا يملك أحد
معلومات دقيقة عن كيفية وآلية ذلك. لكن الجميع مقتنعون بأن هذه الفرصة
الذهبية المتاحة يجب ألا تضيع! " كما كتبنا أنه "مع ظهور
العلامات الأولى لبدء هذا التحول، فإن صفوف القوى التي تطالب بالإطاحة بالنظام
ستكون موحدة في أسرع وقت ممكن. لمثل هذه الحركة بالطبع من حيث الظروف الفكرية
والموضوعية في المجتمع الايراني والتي مع بدايتها لم يكن النظام في مجمله قادرا
على الوقوف مقابل هذه الموجة الهدامة. لأن هذه الموجة قوية للغاية وناشئة من رغبات
ومطالب شعبية لن ترضى بأقل من تغيير النظام".
في شهر مايو عُقدت الجولة
الثانية عشرة من الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي. بفضل العاملين الاثنين
المذكورين أعلاه ولاسيما نشاطات المقاومة في داخل ايران والتي كانت تتركز جهودها
على حركة التقاضي من أجل السجناء السياسيين الذين تم قلتهم في عام 1988 أحبطت
محاولات خامنئي الرامية لاجلاس ابراهيم
رئيسي على كرسي الحكم الذي كان أحد المشاركين والمسؤولين عن مذبحة عام 1988
وزادت من حدة وتيرة معارك الذئاب في رأس النظام. وكانت نتيجة الانتخابات هي (اضعاف
النظام) الذي كان في انتظاره مراحل أخرى من الانهيار والدمار والزوال.
في وقت لاحق، أعلنت
المقاومة الإيرانية في اجتماعها السنوي الذي عقد في باريس في 1 يوليو 2017 عن
استراتيجيتها الجديدة بدعم من شخصيات بارزة من مختلف دول العالم من جميع القارات
الخمس. "استراتيجية ألف أشرف"، وهذا يعني التوسع في نشاطات المقاومة
الايرانية وفعاليتها في داخل ايران المحتلة. هذه الاستراتيجة ستمدة من هدف نقل قوى
المقاومة من العراق الى دول اوربا بشكل مرتب وكان من الطبيعي أن يكون هذا الهدف
يثير غضب وجنون نظام الملالي.
لأنه من ناحية، هُزمت
خططهم الرامية لارتكاب مجزرة بكامل قوات المقاومة الإيرانية، التي كانت تحت حصار
الحكومة العراقية العميلة، ومن ناحية أخرى، أصبحت هذه القوات الآن أقوى مما كانت
عليه في الماضي وعملت على تركيز نشاطاتها نحو توسيع الاحتجاحات الشعبية وتوجيهها
ورعاية وتنشئة مطالب الشعب الايراني أي (اسقاط النظام في داخل البلاد).
لقد كتبنا في مقال حول
هذا الاجتماع السنوي للمقاومة أنه "في هذا الاجتماع السنوي، يمكن رؤية طلائع
انتصار المقاومة على نظام ولاية الفقيه". لأن تغيير نظام دكتاتوري واحد
وتحرير الشعب والوطن منه يتطلب قيادة كفوءة، واستراتيجية متماسكة وثورية، ويحتاج
الى منظمة قوية والى قوة رائدة موجودة بالكامل في إيران، والخلفية والأرضية
المناسبة لهذا التحول الكبير هي، بطبيعة الحال، الظروف الموضوعية والذهنية للمجتمع
التي أظهرها الشعب الإيراني مرارًا وتكرارًا في حركاته الاحتجاجية ضد الحكومة.
ومنذ اكتساب الدروس المستفادة من القمع والاستبداد والقمع خارج حدود ايران ولاسيما
في دول العراق وسورية ولبنان واليمن، أصبحت هذه المقاومة في الوقت نفسه نقطة أمل
لشعوب المنطقة، وهم يتطلعون إلى الإطاحة بهذا النظام من قبل الشعب الإيراني
والمقاومة الايرانية ".
بداية الانتفاضة العارمة
والشعبية في الأيام الأولى من الشهر العاشر من التاريخ الايراني (نهاية أيام عام
2017)، کانت في الواقع، الخطوة الأولى من خارطة الطريق التي أوصلت نظام الملالي
من نقطة "الإضعاف" إلى نقطة "فقدان التوازن". على الرغم من أن
نظام ولاية الفقيه، باستخدامه كل أنواع التهديدات والسيناريوهات الخادعة، أراد حرف
مسار هذه الانتفاضة نحو الهاوية أو تظاهره بالقدرة على اطفائها. لكن استمرار الانتفاضة
الشعبية ولاسيما من قبل الشباب الثوريين وبؤر الثورة أظهرت أن الانتفاضة لن تتوقف
حتى اسقاط نظام الملالي وهذا الانتفاضة سوف تشتعل كلما وجدت الفرصة المناسبة لذلك.
هناك فرص ذهبية لا حصر لها في انتظار الانتفاضة الشعبية التي ستفجر في كل مرة
بركانا في وجه هذا النظام. الاحتفال بيوم (جهار
شنبه سوري) والذي هو في الواقع بوابة مدخل الإيرانيين إلى العام الجديد، كانت
واحدة من تلك الفرص التي وجهت فيها الانتفاضة المبدعة ضربة جديدة وموجعة لهذا
النظام.
يمكن رؤية ثمار ما أظهره
الشعب والمقاومة الإيرانية خلال العام الماضي في تغيير سياسة واستراتيجية الولايات
المتحدة، وكذلك العديد من الدول الأوروبية والعربية فيما يتعلق بإيران. الآن يعيش
نظام الملالي في عزلة تامة على الساحة الدولية. لا اتفاق نووي و لا انسحابات
الزامية ولن يكون هناك دواءا يشفي ألم هذا النظام الأصولي. لأن عدم شرعية هذا
النظام هو أمر مسلم به من وجهة نظر المجتمع
الدولي وإن تغيير النظام في ايران هو موضوع اهتمام ودعم العالم الآن.
والان هناك اجماع و توافق
في الآراء في المجتمع الدولي فيما يتعلق بالتطورات والتغيرات المستقبلية في ايران
على أن الحرف الأول والأخير في هذه التطورات سيكون للشعب والمقاومة الايرانية.
الحقيقة هي أنه في الخطوة الأولى من الانتفاضة، استطعنا سماع أصوات طقطقة عظام
نظام الملالي البائد والعام الجديد سيكون عام دفن دكتاتورية الملالي. لن يكون
الشعب والمقاومة الايرانية وحيدين في هذا الطريق ولا شك أن العالم سيسعى للمطالبة
بدعمهم وحمايتهم.
*کاتب
ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
No comments:
Post a Comment