دائرة جديدة من صراع العقارب في النظام
الديكتاتوري الديني في إيران
نظرة على الاختلاس ونهب عصابات الملالي المفترسة
لبيت مال الشعب
بقلم
عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
بعد زيارة رئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني لمحافظة يزد في 10 نوفمبر
2019، تجمهرت مجموعة من زمرة خامنئي ضده ورددوا هتافات أخلت بتركيزه على إلقاء خطابه في هذه المدينة. وفي خطابه، وجه روحاني كلمة لأنصاره مشيرًا إلى هتافات قوات
زمرة خامنئي، قال فيها: «صوتکم أيها الناس، ليس صوت هذا العدد القليل من الشباب. إثارة
الخلاف والفجوة هي ما تريده أمريكا، فلا ینبغی علینا أن نسمح لعدد لا يذكر من الشباب بأن يعبر عن رغبة أمريكا. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة من الشباب في بلادنا قليلة
للغاية، إلا أننا فی
الوقت نفسه ندعو هذه
المجموعة القليلة إلى الإسلام وندعوهم إلى الوحدة، وندعوهم إلى الامتثال لأخلاق
نبي الرحمة».
وفي رده على
هتافات مجموعة زمرة خامنئي، بدأ روحاني يتحدث عن اختلاس مليارات الدولارات، ولماذا
يحقق القضاء فقط في اختلاس زمرته لمليارات من التومانات؟ وقال «إنني أعلن من هنا داعيًا السلطة القضائية
من الآن أن تحقق في الفساد الذي يبلغ ملايين ومليارات التومانات وأن توضح للشعب
مكافحة الفساد الذي يبلغ مليارات الدولارات أيضًا».
وفي إشارته إلى
سرقة 2 مليار و 700 مليون ولماذا لم يتم الكشف عن المتورطين في هذه القضية للشعب، أشار
إلى بعض حالات الاختلاس الأخرى التي تقدر بمليارات الدولارات، مضيفًا: «إنني أطالب
جميع المسؤولين والهيئات أن يفسروا مبلغ الـ 2 مليار دولار التي ابتلعته أمريكا . فنحن
نريد توضيح قضية الـ 2 مليار دولار للشعب». وقال أيضًا: «إنني أطالب المسؤولين
بتوضيح قضية الـ 947 مليون دولار للشعب، والمسؤولون في هذا الصدد هم كيان حصل على
الـ 947 مليون دولار ويجب مراجعة الحساب
الذي لم يتم استرداده وإعادة الأموال». وأشار روحاني إلى حالة أخرى من سرقات الزمر
الحاكمة، قائلًا: «أريد من الأجهزة أن تكشف للشعب عن المؤسسات المدانة بأكثر من
700مليون دولار».
وبينما كان روحاني يعطي عنوان مؤيدي خامنئي علانية وصفهم بالحيتان، وأعرب عن
غضبه الشديد من سجن شقيقه حسين فريدون بتهمة الاختلاس والرشوة، متهماً الزمرة
المنافسة بالفساد الضخم، قائلاً: «أين فساد الحيتان؟». ولماذا لم تحققوا في هذه
السرقات؟ وكونهم استدعوا بضعة أشخاص
للمحكمة وروجوا لذلك ؛ فالشعب ليس بالمغفل حتى تمر عليه هذه الخدعة مرور الكرام،
لأنهم لم يحققوا مع الحيتان».
إن حالات نهب وسرقة بيت مال الشعب التي تكشف عنها الأحزاب الحاكمة عن غير قصد أثناء صراع الذئاب
في الحكومة، ليست سوى جزءًا صغيرًا من السرقات الفلكية التي يرتكبها العديد من
المسؤولين في نظام الملالي وتتم بشكل كبير.
نددت صحيفة "رسالت" الحكومية في مقال بعنوان "الحكومة والرحلات
بدون هدية" بتاريخ 10 نوفمبر 2019، برحلات روحاني للمحافظات كاستعراض ودعاية،
وكتبت: «إن جولات الرئيس للمحافظات ليست سوى جانب استعراضي لمعالجة آلام الناس.
لأن المسؤولين عندما يتواجدون في هذه المحافظة يستمعون إلى أصوات الشعب، ولكن
عندما يعودون إلى العاصمة، يبدو وكأنهم ليس لديهم فكرة عن صراخ وصيحات الناس
ويتركونهم وشأنهم».
ومن المؤكد أن رحلات حسن روحاني للمحافظات تنطوي أساسًا على الجانب الاستعراضي
والترويجي، وكالعادة تأتي هذه الرحلات بهدف الترويج لـ "معالجة الوضع بسياسة إطلاق الأكاذيب"،
وكلما اقتربنا من موعد الانتخابات كلما أصبح
الجانب الترويجي للزمر أكثر حدة.
ووفقًا لمعلومات موثوقة، أجبرت زمرة روحاني سكان القرى المحيطة بمدينة يزد، والموظفين
والطلاب على حضور التجمع بإغرائهم بتوفير الحافلات لنقلهم وصرف مبالغ باهظة. وزمرة
خامنئي، التي كانت على علم بهذا الموضوع عقدوا له الأمور، وبالتالي حدث هذا النوع
من الصراع بين الزمر من خلال قيام كل طرف بحملة ضد الآخر.
واستشهادًا بالتجارب السابقة، فإن تصاعد الصراع بين العقارب عشية الانتخابات ليس بالأمر الجديد. كما تحولت
مكافحة الفساد الآن التي بدأها خامنئي
ومديرها رئيس السلطة القضائية، الجلاد، إبراهيم ”رئيسي“، إلى جدل ساخن بين زمر نظام الملالي، والتي لا
تهدف إلى الدفاع عن بيت المال، بل إلى المزيد من نهب بيت مال الشعب الإيراني .
ويمكن إدراك مستوى وعي الشعب الإيراني في هذا الصدد بوضوح في هتافات انتفاضتة في
يناير 2017. حيث كانوا يصرخون :" انتهت اللعبة يا إصلاحيون ويا
أصوليون".
وحول زيارة روحاني لمحافظة يزد، كتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيانه: «قوبل حسن
روحاني في زيارته لمحافظة يزد بغضب وسخط الشعب من ديكتاتورية الملالي. وقطعت
هتافات الشعب المطحون جراء الغلاء والتضخم خطابه في يزد أكثر من مرة. إذ كانوا يهتفون :"التضخم، الغلاء ردّ يا
روحاني" و " كذاب، كذاب" و "اترك الهوامش وعالج مشكلة العمل".
وفي الوقت نفسه، تدل زيارة روحاني لمحافظة يزد على تصاعد النزاعات داخل نظام
الملالي. خاصة وأن الضربات الهائلة الموجهة لنظام الملالي من انتفاضتي العراق
ولبنان، وفشل الاتفاق النووي، والمهلة التي حددتهها فرقة العمل المعنية بالإجراءات
المالية FATF زادت من تصاعد الأزمة
الداخلية في نظام الملالي. ولم يكن هناك داع
لأن يلجأ أعضاء زمرة خامنئي إلى تهديد روحاني بالموت أثناء إلقاء خطابه في يزد،
حاملين بعض المنشورات، وأشبعوه هجومًا بسبب فشل الاتفاق النووي.
وبناءً عليه، كما أعلنت المقاومة الإيرانية أكثر من مرة، فإن الحل
الوحيد لإنقاذ إيران والمنطقة من قتل ونهب وسرقة الشعب، والقضاء على الفساد المالي
والحكومي، يكمن في الإطاحة بنظام الملالي برمته على يد الشعب والمقاومة الإيرانية،
وبطبيعة الحال، من الضروري على المجتمع الإقليمي والدولي أن يدعم ذلك.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
No comments:
Post a Comment