كيف ننظر الى قضية ايران!
هناك فرق كبير بين الدول وايران بسبب نظام الحكم الديني. الاعتقاد
بهذا الواقع من شأنه أن يساعدنا في الرؤية الصحيحة الى الحقائق الحالية في ايران
ونتجنب الانحراف في المواقف.
فقدان الاعتقاد والمعرفة الصحيحة لهذه الظاهرة، كما لاحظنا خلال
العقود الأربعة الماضية شيئا منها، تسبب في أن يصل بقاء هذا النظام الى درجة يهدد المجتمع الدولي خاصة دول
المنطقة. وطبعا عواقب ذلك لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتبعه عدم معرفة صحيحة لـ
«الحل». حاله حال رجل يمتلك «العلاج» للألم الذي يعاني منه ولكن ليس لديه معرفة
صحيحة بخصوص مرضه. أو حسب قول تلك الشخصية الآمريكية التي قالت في أحد مؤتمرات
المعارضة الايرانية حقا : «هكذا توجهات أو الحكومات وبدلا من لجم الكلب المسعور،
يجمدون الحجارة» في اشارة الى حقيقة أن الحكومات وبدلا من القاء الحبل على عنق
النظام الديني الايراني، ألقوه ظلما على أعناق المعارضة الحقيقية لهذا النظام!
لو لم يكن هذا التعامل لما أصبح هذا النظام هكذا خطيرا على شعبه وكذلك على المجتمع الدولي
ولما كان يصل الى ما وصل اليه اليوم حيث يصول ويجول بحضوره الارهابي والتدخل في
شؤون الدول الأخرى. ولكن بسبب اتخاذ مثال غير حق وفقدان معرفة صحيحة للنظام الديني
الحاكم في ايران وكذلك بسبب المصالح الاقتصادية الحقيرة للمساومين الغربيين فتم
منح النظام فرصة البقاء وكذلك تسبب في تكاثر اخطبوط ولاية الفقيه وتوسعه في
المساحة الجغرافية الممتدة خارج ايران ليفرخ تنظيمات مثل القاعدة وداعش والحوثي
والحشد الشعبي وميليشيات ما يسمى بالشيعة و...
في الدول التي يخدم الدين الدولة فان القضايا لا تأخذ تعقيدات كبيرة
وتصل بسرعة الى نقطة الحسم والحل حتى ان تطلب الأمر ثورة شعبية لاسقاط الحكم خلال
مدة زمينة ولو طالت.
ولكن في ايران يختلف الأمر شيئا ما. لأن النظام هو نظام ديني وكل
الصلاحيات تماما بيد «الولي الفقيه» وهو يعمل فوق القانون وحتى دستور البلاد الذي
هو منبثق من نظرية ولاية الفقيه، يتم خرقه باستمرار لكون السلطة بيد الولي الفقيه
الذي لم يأخذ مشروعيته من الشعب وانما من الغيب (!). ولهذا السبب في ايران الحالية
فكل الأحداث والقضايا سواء في الساحة الشعبية أو في ساحة الحكومة تأخذ شكلا معقدا
وفي كثير من هذه المجالات، فهذه التعقيدات تعمل بشكل تجعل القوى والتيارات حيارى
من أمرها أو تحرفها. منها البحث عن المعتدل داخل النظام أو الاصلاحي والوسطي أو
جناح معتدل. وهذا مجرد سراب. أو محاولات للتقرب للنظام مثل ما فعلته سياسة
«الاسترضاء والمهادنة» في عهد اوباما وغيره.
في ايران الحالية، الفقر والفساد والرذيلة كما أن القمع والنهب
والاعدام تجري أكثر من الدول التي شهدت
الثورة والانتفاضة. كما وفي الجبهة
المقابلة للنظام يتصاعد لهيب الغضب والنقمة الجماهيرية والاستعداد للانتفاضة آكثر
من الدول الأخرى. في ايران وخلافا للدول الأخرى هناك بديل قوي وديمقراطي وأن
الظروف المادية والفكرية مستعدة للانتفاضة والثورة ولكن لماذا مازال النظام قائما
على السلطة والمجتمع صامت وهادئ؟!
الجواب يكمن في الحقيقة التي أشرت اليها في بداية حديثي. من جهة،
الحكم هو حكم ديني مسك كل السلطات الثلاث ولوث كل أجزاء المجتمع ويقمع كل صوت
معارض ويتهمه بالمحاربة فيعدمه. ومن جهة أخرى فان السياسات والستراتيجيات الخاطئة
للحكومات تجاه ايران قد انتهت لضرر الشعب والمقاومة الايرانية.
لذلك يجب ومن الضروري النظر الى الحلول لقضية ايران من منظار واقعي
وخاص. أي الاعتقاد بأن أفضل خطوة لتخلص المنطقة من شر هكذا نظام هو الدعم السياسي
والمادي لـ «المجلس الوطني للمقاومة الايرانية» الذي ترأسه مريم رجوي بصفتها رئيس
الجمهورية المقبلة، امرأة قوية تعتقد بـ «فصل الدين عن الدولة» وقدمت لايران الغد
مشروعا متضمنا 10 مواد لاقى دعما كبيرا على الصعيد الداخلي والدولي.
فهذا المجلس الذي تشكل منظمة مجاهدي خلق الايرانية القوة المحورية فيه
عمره 37 عاما وهو كان قادرا على ادراك التعقيدات وقوانين مواجهة هذا النظام ومن
خلال معركة طويلة وبعد اجتياز الخطوب والآحداث والاختبارات الهائلة قد أصبح متمرسا
وجعل النظام الى حافة السقوط. لذلك أعلن ويعلن النظام الايراني دوما هذا المجلس
الخطر الرئيسي الذي يهدد كيانه.
@m_abdorrahman
***
No comments:
Post a Comment