Friday, February 24, 2017

ألف أشرف




ألف أشرف

على مر التاريخ البشري نلاحظ أحيانا قصصا لانهاية لها تبقى مستمرة وتنقل ما لم يُروى منها جيلا بعد جيل. قصة مخيم أشرف الواقعة في محافظة ديالى بالعراق هي من ضمن هذه القصص.
اسم المخيم «أشرف» مأخوذ  من «آشرف رجوي» تلك المرأة المجاهدة التي حوصرت مع عدد من رفاقها في النضال في طهران عام 1982 من قبل عناصر الحرس للنظام الايراني واستشهدت وأصبح طفلها أسيرا بيد الحرس. الايرانيون رأوا في ذلك اليوم على شاشة التلفزيون كيف رئيس سجن ايفين المرعب في طهران «اسد الله لاجوردي» قد عرض رضيع هذه الشهيدة العظيمة أمام جثامين الشهداء المضرجة بالدماء بعد نقل الشهداء الى السجن بغية دفع آلاف السجناء السياسيين الى الاستسلام.  ولكن خلافا لتصورهم فان هذا المشهد قد حفز السجناء وزاد من معنوياتهم بحيث ثاروا فاودع مئات منهم الى خشبات الاعدام. فهؤلاء الشهداء كلهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية وهي القوة الرئيسية لمعارضة النظام الايراني.

رفاق هؤلاء الشهداء قد جاؤوا في منتصف الثمانينات الى العراق واتخذوا «أشرف» التي كانت أرض قاحلة مقرا رئيسيا لهم وشيدوها وبنوها ليكون منطلقا لمئات من العمليات العسكرية ضد النظام داخل الحدود الايرانية. انهم جاؤوا الى العراق وبتقديم «كل ما كانوا يمتلكونه» ليحققوا كل شيء لشعبهم. لأنهم كانوا مناضلين في درب الحرية وأن حضورهم كان يعتمد على تغيير النظام الايراني.
أشرف تم اخلاؤه بالكامل في مجزرة دموية طالت السكان الباقين في الأول من سبتمبر 2013. واستشهد 52 منهم وتم اختطاف 7 من سكان أشرف من قبل قوة القدس للحرس وبالتعاون الكامل لعناصر رئيس الوزراء العراقي المجرم نوري المالكي.
«أشرف» وفي عمره 27 عاما تعرض مئات المرات لهجوم ارهابي من قبل النظام الايراني وعناصره العراقيين وعدد من كبير من أعضاء مجاهدي خلق قتلوا خلال هذه السنين. وسبب كل هذه الأعمال الارهابية لم يكن الا واحدا. ولكون منظمة مجاهدي خلق الايرانية هي الند الرئيسي للنظام الايراني والتي أثبتت قدرتها واستقلاليتها وصرامتها عمليا ورغم كل المؤامرات التي حاكها النظام واللوبي التابع له في الغرب الا أنها بقت وفية بشعار اسقاط النظام الايراني.
وبعد ما قامت قوات التحالف بغزو العراق بقيادة أمريكا، حيث كان خطأ سياسيا واستراتيجيا فادحا، تم توفير فرصة ذهبية للنظام الايراني لكي يعوض كل ما تلقاه من ضربات من مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الايراني وذلك بالقضاء على أشرف وابادة سكانه. تلك الضربات التي كان أهمها تجرع كأس سم وقف اطلاق النار من قبل خميني بتوقيعه قرار 598. لأنه كان يرى سقوط نظامه على يد مجاهدي خلق قاب قوسين أو أدنى.
اخلاء معسكر أعضاء المعارضة الايرانية الذين عاشوا فيه 27 عاما كان الرابح الوحيد لهم هو نظام ولاية الفقيه في ايران حيث وجد الفرصة مواتية لذلك بعد غزو الائتلاف الغربي للعراق. ولكن سكان أشرف أبدوا صمودا رائعا على مدى 14 عاما ليدحروا كل المؤامرات القذرة التي حاكها النظام الرجعي الحاكم في ايران والاستعمار الغربي معا فصقلوا عزمهم وارادتهم في النضال ضد النظام المتطرف المغطى بالاسلام في ايران وها هم الآن راحوا في كل مكان يبنون أشرفا ويكثرون من أمثال أشرف داخل البلد الذي غصبه الملالي. نعم هذا هو هدف بدأ يتبلور عمليا والنظام يخاف منه خوفا شديدا. ألف أشرف هو عدد رمزي لهذا التكاثر.
وفي العهد الجديد الذي بدأ ونرى اشاراته بالانتصار في كل مكان، فان ألف أشرف هو في متناول اليد بل يمكن من خلاله القضاء على الملالي الحاكمين في ايران وتخليص العالم من شرهم.

@m_abdorrahman

***

No comments:

Post a Comment