سجل يوم 6 ديسمبر في
ايران «يوما للطلاب». ففي مثل هذا اليوم كل عام تصطف القوات الحكومية والطلاب المناضلين
وجها لوجه، طرف بقصد القمع والطرف الآخر بقصد التحرر.
في ايران المنكوبة
بالملالي، سلبت الحرية من الشعب خاصة من الطلاب حيث تعرض عشرات الآلاف من الجامعيين
للتعذيب والاعدام والقتل على طول حكم الملالي لأنهم يخافون من الطاقة والجهد الكامن
في عنصر الطالب منذ سنوات ومنذ بداية مجيء هذا الحكم. خميني مؤسس هذا النظام قال رسميا
في السنوات الأولى من حكمه وخوفا من الحركة الطلابية في احدى كلماته اننا لا نريد الجامعة
ثم قمع الطلاب باسم «الثورة الثقافية» التي لم تكن انقلابا ثقافيا وأغلقت الجامعات
لمدة 3 سنوات. ويشكل الطلاب الشهداء نسبة كبيرة من 120 ألف شهيد للمقاومة الايرانية.
هذا العام وفي أجواء
بعد الاتفاق النووي للنظام، اقيمت مراسيم يوم الطالب وسط كراهية عامة حيال هذا النظام
مما يبشر ببدء مرحلة جديدة. كون عهدين من رئاسة باراك اوباما التي يصفها مسؤولو النظام
بالعهد الذهبي قد انتهت. وبدأت آثار كأس السم للاتفاق النووي تظهر على كامل جسد هذا
النظام أكثر من أي وقت آخر وزاد من الصراعات الداخلية بين أجنحة النظام حيث يكشفون
يوميا عن سرقات بالمليارات لمسؤولين في النظام. ومن جهة أخرى وخلافا لتوقعات النظام
تم تمديد العقوبات الأمريكية على النظام لمدة 10 سنوات أخرى من قبل المجلسين الأمريكيين
وسط اعتلاء اعتراضات الدول الاسلامية والعربية وأكثر من أي وقت آخر في المنطقة على
تدخلات النظام في شؤونهم الداخلية خاصة في العراق وسوريا.
وأما في داخل ايران
فقد اقيمت في عشرات الجامعات في طهران والمحافظات وبشكل عام اجتماعات وتجمعات احتجاجية
كانت تختلف عن سابقاتها في السنوات الماضية. كما حضر الطلاب حتى في الجلسات التي أقامها
مسؤولو النظام وبكل شجاعة ومخاطرة في المشهد وتحدوا بشكل مباشر نظام الملالي. وهذه
الحقيقة انعكست في شعارات الطلاب بجلاء شعارات مثل: «أيتها الحكومة غير الكفوءة، هذه
آخِر رسالة.. الشعب الحر مستعد للانتفاضة» «الطالب يموت ولا يقبل الذل» و«الموت للديكتاتور»
و«الجامعة ليست ثكنة عسكرية» و«يجب اعدام البسيجي» و «يجب اقتلاع نظامهم الطاغوتي».
«رسالة المقاضاة النضال حتى الخلاص» و«الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم» و«ليطلق
سراح الطالب المسجون» و «ليطلق سراح السجين السياسي» و...
كما وخلال مراسم هذا
العام جاء اعلان التضامن مع المقاومة المنظمة للشعب الايراني من خلال اثارة علنية لأسئلة
حول مجزرة أكثر من 30 ألف سجين مجاهد ومناضل عام 1988 وكلمة طالب في جامعة تبريز حيث
أعاد في نهاية كلمته جانبا من كلمة المجاهد الشهيد موسى خياباني بالاضافة الى توزيع
شعارات ومنشورات لدعم المقاومة بشكل واسع مما يشكل علامات بارزة ومتميزة اتسمت بها
الحركة الطلابية هذا العام قياسا الى السنوات السابقة.
ان وجوه مختلفة لاقامة
مراسيم هذا العام لمناسبة يوم الطلاب تعكس حقيقة أن الواقع قد تغير بالضد من النظام
وأن الحركة الطلابية وبالارتباط بالمقاومة العارمة أصبحت تشكل خطرا داهما أكثر من أي
وقت آخر ضد كيان هذا النظام. ولهذا حذر سيد محمد حسيني وزير الارشاد لاحمدي نجاد في
6 ديسمبر في جامعة يزد الطلاب بقوله: «على الطلاب أن يحتفظوا بخط أحمر فقط وهو الاقتراب
الى مجاهدي خلق».
@m_abdorrahman
* ناشط سياسي ومعارض ايراني
No comments:
Post a Comment