مذبحة السجناء السياسيين في إيران، لماذا ؟
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
في عام ١٩٧٩ عندما اعتلى خميني على رأس السلطة دون أي وجه حق لم يكن يعتقد
بأن هناك أحدا سيقف في وجهه ومن هنا استغل هذه الفرصة وتبعا لأسلوب سلفه السابق
عمد إلى ترسيخ فكر الخلافة المطلقة وأقدم على تهيئة الأرضية لإخضاع واحتلال البلاد
بأكملها لكن مثل هذا الحلم كان عابرًا جدًا. لأنه وجد منذ البداية قوة شابة وثورية
تقف في وجهه عقدت العزم على الوقوف في وجه هذا التيار والتدفق المروع القادم في
الملالي الجدد. تلك القوة التي على الرغم من الضربات المميتة التي تحملتها من جانب
نظام الشاه تم إعاده بنائها الآن بفضل وجود الناجي الوحيد من مركز المنظمة أي
السيد مسعود رجوي ووقفت على مطلب إسقاط نظام الشاه الأمر الذي لقي ترحيبا واسعا من
الشعب الإيراني وخاصة فئة الشبان. مسعود رجوي نفسه كان في السجن لمدة سبعة أعوام حتى
الأيام الأخيرة لنظام الشاه وتلقى حكم الإعدام آنذاك والآن يقف ثابتا ليقود هذا
المشروع الخطير ضد تيار الملالي وأيضا ليعيد بناء تشكيلات المنظمة وقيادة مناصريه.
لذلك فإن التهديد والعقبة الأولى والوحيدة التي وجدها خميني في طريقه هي
تلك المنظمة التي كان مسعود رجوي المسؤول رقم واحد فيها. خميني والملالي عندما
اصطدموا بواقع النمو المتزايد للمجاهدين حاولوا بداية استمالتهم لجانبهم عن طريق
إعطائهم الامتيازات والمكافئات ولكن عندما وجدهم أنهم ليسوا أهل المساومة على
سيادة ومصالح شعبهم عمدوا إلى اقتلاعهم من طريقه. ومن أجل هذا قام الخميني نفسه
وخلافا لوعوده السابقة والمتكررة بالغاء ترشح السيد مسعود رجوي في أول دورة رئاسية
بعد سقوط نظام الشاه وبعد ذلك عمد إلى استخدام القمع والقتل ضد المجاهدين.