منذ مدة ونحن نعيش قدحات مرحلة جديدة
وهناك تغييرات كبيرة مقبلة. هذه المرحلة التي بدأت منذ بدء عمليات تحرير ثاني أكبر
مدينة عراقية (الموصل) بالتزامن مع عمليات انهاء وجود مسلحي تنظيم داعش الارهابي
في العراق، وسيتبع ذلك بلا شك تغيّرات كبيرة في سوريا وليكون ذلك بمثابة خط الشروع
لسقوط حكومة بشار الاسد الكارتونية.
وفي سياق ذلك فان الجميع متفقون على ان
انهاء حكومة بشار الأسد، وسيكون ذلك بمثابة البداية ضمن مجريات تفضي نحو خطوات
كبرى باتجاه تغييرات كبيرة في المنطقة والتي سيكون تغيير الحكومة الايرانية ضمن
رحم هذه التغييرات.
وقد أحست الحكومة الايرانية بهذه المخاطر
المحدقة بها ولم تخفيها، ومن أجل الدفاع عن استمرار وجودها فانها اتخذت في الكثير
من الاحيان سوريا ولبنان والعراق لعمقا ستراتيجي لها، ومن أجل ذلك قامت بارسال
القوات الى العراق والى سوريا خصوصا من أجل الابقاء على نظام الأسد ومنعه من
السقوط. وتقول آخر الاحصاءات بأن المقتالين الايرانيين المدافعين عن نظام أسد قد
خسروا في حربهم ضد الجيش السوري الحر حتى الآن (3000) عنصر من أفراد الحرس الثوري.
علاوة على ذلك فان الحكومة الايرانية
(بحسب تصريحات لمسؤولين ايرانيين) هي متورطة في المستنقع السوري، ومن أجل التخلص
من ذلك أوكلت نفوذها في هذا البلد الى حليفتها روسيا، وحاليا تسعى السلطات
الايرانية من خلال تهديد الكرد العراقيين والتقرب من الكرد السوريين والى حد ما من
كرد تركيا، مرّة اخرى الى تشويه الصورة الحقيقية للقضية الكردية من جهة، وأيضا
تعويض خسائرها واندحاراتها المتتالية من جهة اخرى، ومثلما يقال بأنها تسعى الى
بناء (الهلال الشيعي) من أجل ضمان مواطئ قدم لها في بلدان المنطقة.
هذا في وقت تواجه الحكومة الايرانية
داخليا حالة من احتمال اندلاع الانتفاضة الجماهيرية بسبب الصراع على السلطة من قبل
أقطاب النظام وكذلك بسبب الازمة الاقتصادية والسياسية وأيضا الضغوط المتراكمة التي
تفرضها على الجماهير الايرانية.
مع ان الكرد العراقيين قد استطاعوا لعب
دور جيد في المعادلات السياسية والعسكرية في العراق واستطاعوا استقطاب نظرة
المجتمع الدولي نحوهم، لكن تدخل الحكومة الايرانية في الشأن الكردي في هذا الجزء
من كردستان، سيكون مآله تعريض القضية الكردية في كردستان العراق (جنوب كردستان)
الى الخطر، خصوصا وان الجهود قد تكثفت حاليا من أجل طرد داعش من العراق واحلال
الميليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) محلهم ولكي تنفذ الحكومة الايرانية أهدافها من
خلال منع استتباب الامن والاستقرار في العراق واقليم كردستان.
لذا اننا كـ(جمعية الكتاب الكرد) نرى بأنه
من الضروري أن لا يسمح الكرد بان تمرر السلطات الايرانية بالوعيد أو من خلال
التقرب من الاقليم مراميها وتقوم بتشويه صورة الكرد أمام المجتمع الدولي بصورة
عامة والبلدان العربية بصورة خاصة، وبالذات كون الحكومة الايرانية وعن طريق
الحوثيين قامت باطلاق الصواريخ باتجاه مكة المكرمة.
جدير بالذكر ان تقرب النظام الايراني من
الكرد لم يكن في صالح هذا الشعب وتجربة 38 عاما الماضية تثبت ان الكرد قد دفعوا
غاليا ثمن تكتيكات الحكومة الايرانية، فهذه الحكومة هي كالذئب في جلد الحمل. فهي
لا تؤمن بأي حق للكرد سواء في ايران او خارج حدودها، وعلى القوى السياسية الكردية
في أجزاء كردستان الاربعة أن تضع التجارب الماضية نصب أعينها وأن لا تركن لصداقة
ومصداقية الحكومة الايرانية وأن يكون لها مواقف حازمة ازاءها، خصوصا وان الحكومة
الايرانية هي في منتهى الوهن والضعف في هذه المرحلة.
جمعية الكتاب الكرد
12/11/2016
No comments:
Post a Comment