هذه الأيام تحولت وسائل الإعلام التابعة للنظام
الإيراني إلى معرض لمختلف أزماته حيث يتبادر الى الذهن مباشرة سؤال هل احتدمت حقا جميع
أزمات النظام متزامنا معا؟ لأنه عندما نلقي نظرة
إلى وسائل الإعلام فنرى حيزا أكثر مخصصا لملف الإنتخابات الامريكية والمفاوضات
مع الإتحاد الأوربي.
نعم الواقع أن الأزمات كافة قد تفاعلت وجعلت النظام
متخبطا في أمره . فعلاوة على الفوضى التي اعترت النظام بسبب نتائج الإنتخابات الامريكية
أو ملف المفاوضات مع الإتحاد الأوربي وإفتتاح مكتبه في طهران حيث زاد لهيب الصراع بين
زمر النظام، نشاهد أزمات أخرى بما فيها
:
مواصلة أزمة الإتفاق النووي وتورط النظام في مستنقع
سوريا والعديد من ملفات الفساد بما فيها ملف الزمالات الدراسية في وزارة العلوم للنظام
حيث بقي ملفها مفتوحا منذ عدة أعوام بحيث كتبت صحيفة جوان المحسوبة على قوات التعبئة
(البسيج) في عددها الصادر يوم الأحد 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 مقالا بشأن ملف الزمالات
الدراسية تحت عنوان ”السرقة العلمية“ تقول : لايجب ان نسمح ان تغيب هذه الأنباء في
ظل أخبار تتعلق بالرئاسة الامريكية، اضافة
إلى ذلك هناك شتى صنوف ملفات الفساد من أمثال المحسوبية والمراباة والتمييز في المجالات
كافة والرواتب النجومية والعقارات الفلكية و...
في كلمة واحدة أن هذه الأزمات جميعها متفاعلة وعلى
سبيل المثال أدرجت صحيفة آرمان في عددها الصادر يوم 12 نوفمبر 2016 من جديد ملفات الفساد
تتعلق بأحمدي نجاد بأسمائها الواحدة تلو الأخرى.
وفي الوقت الذي يجب ان تطغى موجة الأزمات الكبيرة
اليومية من أمثال الإنتخابات الامريكية أو المفاوضات مع الإتحاد الأوربي كل شيء فما
أسباب تفعيل الأزمات كافة متزامنا معا؟
وللرد على ذلك يجب القول : أولا كانت هذه الأزمات
موجودة منذ البداية ونظرا إلى عدم معالجة أي واحد منها فانها بالنتيجة تتفاعل. ولكن
هناك سبب محدد آخر في معرض الرد على السؤال الآنف الذكر وهو اقتراب موعد مسرحية الإنتخابات
حيث أدى إلى المزيد من الصراعات الإنتخابية داخل النظام.
وبالتأكيد من الممكن ان يتم طرح سؤال بان هذه الأزمات
تعود لمرحلة ما قبل إجراء الإنتخابات وبعد إعلان النتائج سوف تتقلص تلك الأزمات التي
تعتبر أداة للصراع الإنتخابي. الا انه يجب القول بوضوح «لا»، لم يكن هكذا قط. والواقع
هو ان الشرخة داخل النظام دخلت مراحلها المتقدمة في المصالح الإقتصادية أوعملية نهب
ثروات الشعب الإيراني من قبل الزمر الحكومية وانها تتفاقم ويتسع نطاقها. ان التشتت
داخل النظام وفي تأثير متقابل على المجتمع الإيراني الملتهب اليوم، سيوفر الظروف الملائمة
للقيام بإنتفاضة منظمة في نهاية المطاف وسيؤدى إلى نهاية النظام.
No comments:
Post a Comment