Friday, November 11, 2016

إيران.. اتفاقيات أخرى على غرار الإتفاق النووي، مضمون الصراع في الإنتخابات



مع إقتراب موعد إجراء مهزلة الإنتخابات في نظام الملالي تتصاعد الصراعات بين الزمرتين المتنافستين والمنافشات من أجل الحصول على حصة الأسد من السلطة. وأحد أهم موضوعات الصراع هو مواصلة الإتفاق النووي أو إتفاقيات لاحقة على غرار الإتفاق النووي. وبالتأكيد الإتفاق النووي نفسه أي عملية كأس السم النووي ليس ولن يكون موضوع الصراع لانه امر محسوم والصراع في الوقت الراهن يدور حول استمرار الإتفاق النووي أو اتفاقيات لاحقة مليئة بالسم.
في معرض رده على سؤال «يعتقد البعض باننا نحتاج إلى الإتفاق رقم 2 على غرار الإتفاق النووي وإجراء مفاوضات أخرى مع امريكا» أكد علي أكبر ولايتي المستشار القريب لخامنئي في الشؤون الخارجية قائلا: «الذين يدلون بهذه الأقاويل إما لايعرفون امريكا أو يتجاهلونها»(حديث ولايتي مع تلفزيون النظام- 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016). بينما ولايتي هو من يدافع عن المفاوضات النووية وخلال حديثه هذا يستند الى أقوال خامنئي نفسه قائلا: «ان النظام كان من مشجعي إجراء المفاوضات... ولو لم تكن تجري هذه المفاوضات فكانت الحرب هو الخيار الثاني ، اذن يجب ان تكون هناك مفاوضات».
 
كما أشار فؤاد ايزدي من عناصر زمرة خامنئي إلى ان ديمومة إتفاقات على غرار الإتفاق النووي هي مطلب امريكا قائلا: «في يوم من الأيام هناك إدعاء بان ايران لديها قنبلة نووية... ولكن كما ترون اليوم انه لم تتغير سياسة امريكا بعد، رغم انتفاء تلك القصة». (الشبكة الأولى لتلفزيون النظام- 4 نوفمبر 2016)
ولكن في المقابل تصف صحيفة محسوبة لزمرة رفسنجاني- روحاني «حسم الملف النووي الذي ينتهي بالإتفاق النووي» هو «خطوة صغيرة بإتجاه إتخاذ خطوة كبيرة» أو بالأحرى ان تجرع كأس السم النووي مع كل تلك المشتقات وكل هذه التداعيات والمصائب كانت مقدمة لإتفاق لاحق وإتفاق نووي يكتسى أقل أهمية من إتفاقيات لاحقة! ويقول هذا المقال دون أي تستر وبوضوح: «ان الملف النووي يعتبر غطاء خارجيا من أزمة داخلية جدا فيما يخص العلاقات الإيرانية- الامريكية! لذلك طالما لم ينفرج هذا العقد، لا يتمكن الغطاء الخارجي من وقع تأثير كبير في حسم الأمور الذي تمر بالمنطقة والعالم». (صحيفة آرمان الحكومية- 5 نوفمبر 2016)
أي بعبارة بسيطة لايجب ان يتوقع ان يتغير شيء ويحسم ملف بمجرد تجرع كأس السم النووي دون تجرع النظام كؤوس سم أخرى.
ولكن في هذه الأثناء حالة خامنئي نفسه بصفته رأس هذا القطب متناقض بشكل مثير للضحك والحقير حيث انه لا يتمكن من إتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الإتفاق النووي واستمراره واتفاقيات لاحقة لانه بصفته الولي الفقيه للنظام قد وافق على الإتفاق النووي ووقعه من جهة و من جهة أخرى يعرف تماما يجب ان يرضخ لتجرع كؤوس السم اللاحقة، بينما انه يعرف حصيلة ذلك ستكون «تنازلات بلانهاية» والسقوط في دوامة من الإنزلاق ينتهي باستسلام تام والتراجع عن «مجلس خبراء القيادة والدستور» أي الإنزال من عرش الولي الفقيه لذلك يأخذ العصا من الوسط. وعلى سبيل المثال خلال تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها في 2 نوفمبر الجاري هاجم على إصرار الزمرة المتنافسة بديمومة مسار الإتفاق النووي وتجرع كؤوس السم اللاحقة من جهة وأكد قائلا: «الاعتقاد بأنه اذا ساومنا مع امريكا فسوف تعالج جميع مشاكل البلد، فكر خطير جدا»، ومن جهة أخرى في نفس الكلمة لم يتحدث أبدا عن شيء خلافا للإتفاق النووي بل ثمن الفريق المفاوض وقال «انهم بذلو جهدا كبيرا».
وبذلك، حاليا السؤال المطروح هو بأي إتجاه تعالج هذه الحالة المتناقضة؟ وهل هناك مخرج لهذا المأزق الناجم عن مسار النظام نحو التراجع؟ وهذا هو مفترق طريق ومأزق أعترف بهما خامنئي نفسه بوضوح خلال كلمته في اليوم الأول للسنة الإيرانية الحالية.

No comments:

Post a Comment