Monday, November 7, 2016

شطحيات الملالي قبل الموت وحالة نظام الملالي الأزموية


يقال إن الذي يعيش حالة الاحتضار يتخبط في الحديث ولا انسجاما وترابط فيما يقوله.
هذه هي حالة نظام الملالي الغارق في الأزمات في مرحلة السقوط  في العقد الرابع من غصب سيادة الشعب الإيراني.
وفي هذا السياق من اللافت التصريحات التي اطلقها الحرسي حسين سلامي نائب قائد قوات الحرس للنظام الإيراني. انه وخلال كلمة القاها الخميس 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 لمناسبة الذكري السنوية لإحتلال السفارة الامريكية في طهران عام 1979 قال: اذا امتنعت الولايات المتحدة عن تنفيذ التزاماتها في اطار الاتفاق النووي سنضع الاتفاق في المتحف وستعاود أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المعطلة أنشطتها من جديد، ولن نكتفي بالمستوى الذي كنا عليه قبل الاتفاق، بل سنطوره 

...
وبطبيعة الحال ان كل شخص على دراية بثقافة الملالي وقوات الحرس، يعرف جيدا ان هذه الأقوال ليست أقوال الحرسي سلامي نفسه حقيقة لانه لم يكن مَن خلق الإتفاق النووي أصلا حتى يريد ان يضعه في المتحف بل ان تهديده بالويل والثبور ليست إلا ما يقوله خامنئي. وبما ان الملالي وقوات الحرس يفهمون لغة القوة فقط اذن قاموا بمقارنة الآخرين بأنفسهم على هذا الأساس ويصدرون للآخرين بوصفة العلاج بطريقتهم الخاصة. بعبارة أخرى يستخلصون أنه عندما تطلق هذه الأقوال على لسان خامنئي نفسه، لا أحد يتخذها على محمل الجد لانه كسر شوكته وبالنتيجة يجبر النظام على اطلاق هذه الأقوال على لسان أحد قادة الحرس نيابة عن خامنئي. وتعتبر قوات الحرس أداة للقتل بيد الولي الفقيه، وإن كانت لهذه الأقاويل قيمة وكانت جدية في عالم السياسة، فلماذا لم يتم اطلاقها على لسان رئيس دبلوماسية النظام أو رئيس السلطة التنفيذية أو سكرتير المجلس الأعلى للأمن الوطني أو رئيس البرلمان؟
الواقع أن نظام الملالي متخبط في مأزق الأزمات المتشعبة ولا مخرج له. ولم تقرر قوات الحرس بشأن مسار الإتفاق النووي كما انها لم ترسم خارطة الطريق لها حتى تريد حاليا العودة منها والتراجع منها بنسبة 180 درجة. وقد يتم ترسيم مسار خارطة الطريق للإتفاق النووي من قبل خامنئي نفسه من البداية حتى النهاية لان الولي الفقيه كان يتصور ذلك بأنه الطريق الوحيد لخروج نظامه من عنق الزجاجة في أزماته المستعصية. وبما يعود الأمر إلى خامنئي انه كان يريد من خلال الانتخابات الرئاسية عام 2013 ان ينتخب الحرسي جليلي رئيسا للنظام آنذاك وهو كان سكرتير المجلس الأعلى للأمن الوطني للنظام لان خامنئي يريد ان لايخضع للإتفاق النووي ولتجرع كأس السم الا انه لم يتمكن من ذلك وأجبر على قبول الملا روحاني ثم أجبر على الرضوخ للإتفاق النووي وتجرع كأس السم و كان يتصور بتوقيع الإتفاق النووي ستكون هناك انفراجة للنظام الا انه عندما رأى انه لم يحدث ذلك وحتى لم يتم خروج دولاراته المجمدة وحساباته المصرفية من التجميد كما كان الملالي يظنون بل زادت بعض العقوبات على النظام وبعد ذلك أخذ الملالي وقوات الحرس يفكرون في البحث عن حل.
ومن ضمن ذلك كرر الملالي الموالون لخامنئي كلامه الرئيسي كل على لسانه بان مخرج إيران من الأزمات ليس الإتفاق النووي والمفاوضات مع الغرب وخاصة المفاوضة مع امريكا.
كما يجتر الحرسي حسين سلامي نفس كلام خامنئي بمثابة وجها آخر لعملة النظام.
ان الحقيقة الرئيسية وغير القابلة للإنكار هي أن الإتفاق النووي فرض على خامنئي ببذل جهود المقاومة الإيرانية و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وعمليات التعرية لمدة 20 عاما حيث أرغمت خامنئي على تجرع كأس السم النووي وحان الوقت لتفعيل الآثار المترتبة لهذا السم. وما يبديه عناصر قوات الحرس من شطحيات نيابة عن خامنئي هو تأثير ذلك السم الذي طال ولاية الفقيه برمته. وكان خامنئي نفسه يعتقد أن الإتفاق النووي ستكون له انفراجة للخروج من عنق الزجاجة الا انه ليس لم يحصل خامنئي على شيء فحسب وانما بالعكس ما يتصوره، تصاعدت الإحتجاجات والطلبات الشعبية ويصرخ المواطنون الإيرانيون المعترضون في مختلف المدن الإيرانية كل يوم مطالبين بحقوقهم مرددين: أترك سوريا وفكر في حالنا. ولكن خامنئي وغيره من مواليه قد تورطوا في مستنقع سوريا إلى حد حيث الطريق الوحيد للخروج من هذه الحالة هو اسقاط نظام الملالي برمته وأن شطيحات الحرسي حسين سلامي تدل على إقتراب سقوطه. 

No comments:

Post a Comment